الأسكندرية بيتنا


فى إطار تنفيذ أنشطة مشروع بناء القدرات للسلام بمحافظة الأسكندرية، صمم ونفذ شركاء مركز الإبراهيمية للإعلام مبادرة مميزة بأسم "الأسكندرية بيتنا". بعد أن شاركت مؤسستى آفاق الأمل للتنمية و الفرح للتنمية فى المراحل المختلفة لبروتوكول التعاون فكانت مبادرة "الأسكندرية بيتنا" تطبيق عملى على ما تم اكتسابه من قدرات ومعارف فى مجال ثقافة السلام.

مبادرة "الاسكندية بيتنا" هدفت لتعزيز ثقافة التعايش المشترك بين الأطفال بمحافظة الأسكندرية. وللوصول لذلك الهدف تبنت المبادرة أسلوب الأنشطة التفاعلية الغير مباشرة فى شكل تنفيذ جولة سياحية لمعالم مدينة الأسكندرية موطن مجموعة الأطفال المشاركين بالجولة يفتح خلال الجولة الباب امام الأطفال للتعرف على الأخر شريك الوطن المختلف و تواجده التاريخى بالمحافظة وتاريخ التعايش المشترك والوحدة الوطنية من خلال محطات الجولة المختلفة خلال اليوم. كما توفر الجولة وقت من التعايش المشترك بين مجموعة الأطفال حيث تتشكل المجموعة من أطفال متنوعين من حيث الجنس والديانة والمستوى الأقتصادى يتمتعون خلال وقت الجولة بفرصة للتعارف وإنشاء علاقات إنسانية سوية من خلال التفاعل الإنسانى بينهم.

ولتنفيذ المبادرة نجح الشركاء فى توفير دعم مجتمعى كبير شمل المؤسسات الحكومية والغير حكومية على حد سواء وهو ما سمح بتنوع المواقع التى تقصدها الجولة الواحدة و سهل توفير ما تحتاجه الجولة من لوجيستيات. فقد تمت الجولات من خلال التشبيك مع متاحف وزارة الأثار وهيئة تنشيط السياحة ووزارة الأوقاف والكنيسة المصرية وهيئة المصايد المصرية والتى عملت كل جهة منهم على دعم المبادرة بما تستطيعه للمساهمة فى الرسالة المجتمعية فى نشر التعايش المشترك و الرسالة التربوية فى تنشئة الأطفال المشاركين على حب الوطن والاعتزاز به.

وقد تم وضع برنامج الجولات ليقدم كل موقع به رسالة قوية يستطيع الاطفال استشفافها عن طريق الاسكتشاف. فكان،

متحف الأسكندرية القومى والذى منح الأطفال الفرصة للتعرف على تتابع المراحل التاريخية والحضارات المختلفة التى شكلت تاريخ المدينة و إبداع كل مرحلة منهم فى تشكيل واقعنا اليوم وهو ما عنا أن واقع اليوم هو ملك لكل الاطفال بكل إنتماءاتهم فى تعبير واقعى عن مبدأ المواطنة.

مسجد العطارين وكاتدرائية سانت كاترين وهما موقعان دينيان منحا الأطفال الفرصة للتعرف على معنى الوحدة الوطنية فى ظل احترام التنوع الدينى وقد منح الأطفال فرصة التحاور مع رجال الدين وممارسة إحترام الأماكن الدينية سواء انتميت لها أو لا و الحوار بمحبة واحترام وهو ما ترك أثر كبير فى الأطفال حيث كسروا حاجز الغربة عن الأخر.

متحف الأحياء المائية وهو موقع علمى استطاع الأطفال فيه التعرف على غنى البيئة المحلية وخاصتا الحياة تحت مياة البحر المتوسط وقدم المسئولين عن الجولة شرح للمخاطر التى تواجهها تلك الحياة بسبب التغيير المناخى والدور الذى يمكن ان يمارسه الأطفال للحد من تلك الظاهرة. وهو ما رسخ فى وجدان الأطفال وحدة المصير الإنسانى فالأطفال تعرفوا على حقيقة أن ما يمثل خطر على كوكبنا هو فى الحقيقة خطر على الجميع وتحتاج مواجهته وحدة الجميع.

واختتمت الجولات بزيارة قلعة قايتباى والتى منح الأطفال فيها وقت للتنزه وممارسة بعض الأنشطة التفاعلية حول قبول الأخر والتعرف على دور المواطنين فى حماية الوطن بالوحدتهم معاً من خلال مواقع مثل القلاع وغيرها.

تم تنفيذ عدد 2 جولة شارك بكل منها أكثر من 20 طفل انقسموا مناصفة بين مسيحيين ومسلمين و فتيات وفتيان من مدارس حكومية و خاصة فى كل جولة.

و لتكون لمبادرة ممتدة وذات استمرارية عمل فريق المبادرة على اتاحة تكرارها بالاضافة لتسجيل الخبرة العملية فى شكل فيلم تسجيلى يعمل على نشر المعرفة على منصات التواصل الاجتماعى للأخرين فتكون "الاسكندرية بيتنا" نموذج يحتذى فى محاولات نشر ثقافة السلام والتعايش المشترك فى المجتمع.