معسكر مصرتوبيا


معسكر مصرتوبيا هو مبادرة رائدة موجهة للأطفال فى المرحلة العمرية بين 10 و 14 عام. يهدف معسكر مصرتوبيا الى تعزيز ثقافة السلام والتعايش المشترك بين الأطفال المشاركين. يستضيف معسكر مصرتوبيا عدد 60 طفل لمدة ثلاث ايام متتالية، يتعايشون سوياً تعايش كامل فيما بينهم ويتعايشون ايضا مع فريق المتطوعين العامل بالمعسكر.

يعمل معسكر مصرتوبيا على توفير بيئة أمنة للأطفال ليتفاعلوا سوياً وللوصول لتلك البيئة الأمنة يعمل فريق عمل المعسكر على ضبط العديد من العوامل التى تشكل تلك البيئة، فأولاً المعسكر يلغى أى حالة من القوة النسبية بين المشاركين حيث تتساوى نسبة المشاركة بين المختلفين من حيث الديانة والجندر والمستوى الأقتصادى وأى عوامل أخرى تكون هوية المشاركين بالمعسكر، كما يوفر فريق المعسكر للأطفال قواعد و ظروف موحدة للحياة داخل المعسكر تعلى شأن المساواة وتفتح المساحات للمشاركة بشكل متساوى لكل الأطفال. وخلال فترة التحضيرات ما قبل المعسكر يعمل الفريق على مراجعة موقع تنفيذ المعسكر ويقوم بتحييد أى عامل يمكن أن يمثل تهديد لحياد المعسكر تجاة تنوع المشاركين أو اى عامل يمثل تهديد فيزيائى أو معنوى للمشاركين.

ومن أجل أكتمال حالة البيئة الأمنة المرحبة لتفاعل الأطفال وجب على فريق المعسكر أعداد العامل البشرى داخل المعسكر فيتم تصميم عملية اختيار دقيقة من خلال خطوات الأعلان عن فتح باب المشاركة للمتطوعين، ضبط قواعد التطوع لتعزز روح العمل وفريق العمل لصالح الأطفال، ثم يلى ذلك مرحلة أختيار المتطوعين بين طالبى التطوع من خلال تنفيذ مقابلة شخصية مع كل فرد منهم، واخيراً يحصل كل المتعاملين مع الأطفال على تدريب متعمق يبنى قدرات المتطوعين على التعامل التربوى السليم مع الأطفال ويدعم فهمهم للأدوار المنوطة بهم والتحديات المتوقع أن يواجهوها بالمعسكر.

ثم تدور أحداث المعسكر من خلال منهجية "الأنشطة التفاعلية الغير مباشرة" التى تجمع الأطفال والمتطوعون حيث يدخل الأطفال لموقع جزيرة مصرتوبيا لتبدء مسرحية كبيرة تمتد على مدار فترة المعسكر فيكتشف الأطفال النتيجة الحتمية للعنف، فلا يوجد بالموقع المعزول سوى فرد واحد وحيد هو أفلوطيوس الأول الذى فقد اصدقائه عندما انتشر بينهم العنف. وبعد جلسة من التعارف والتعريف بجزيرة مصرتوبيا وقصتها يطالب افلوطيوس الأطفال اتخاذ موقف من قضية العنف من خلال عمل فكرى جمالى يشارك فيه الاطفال الحوار مع آقرانهم بمساعدة المتطوعين فيشكل الأطفال دستوراً موحد للجزيرة يعزز السلام ويرفض العنف و يعلى الحقوق ويحمل احلام الاطفال فى العالم الأفضل كما يتصورونه. وخلال تلك العملية يمكن للأطفال مناقشة عديد من القضايا الملحة فى حياتهم مثل البيئة والتغير المناخى او حقوق الاطفال او التعليم وغيرها من اهتمامات الأطفال والمجتمعات القادمين منها.

ويلى تلك المرحلة انطلاق التعرف على وسيلة التعايش السلمى من خلال العمل الديمقراطى فيكتشف الأطفال فكرة العمليات الانتخابية ودورها فى تعزيز التعايش المشترك وتدعيم مبدأ المواطنة لكى يتكون مجتمع سلمى تنافسى يهدف لرفاهية مواطنيه. وتدور احداث العملية الانتخابية التى يقودها الاطفال فى مختلف الادوار التى تحتاجها العملية الانتخابية لتتم بشكل انسانى سلمى حقيقى.

وبعد التعرف على المهارات التى تحتاجها العملية الانتخابية، يقوم الاطفال بإدارة عملية انتخابية كاملة من فتح باب الترشيح حتى عملية اعلان الفائزين بالتصويت السرى العام. ولخلق حالة من التانفس الصحى الداعم للسلام والتعايش المشترك يتم تفنيذ العملية الانتخابية من خلال القوائم المغلقة أو النسبية المفتوحة حيث يمكن ان يتحقق مبدأ أن يمثل المرشحون جميع المواطنيين بتساوى وان يحملوا فى برامجهم الانتخابية احلام كل الاطفال فى المعسكر.

وهكذا يتعلم الاطفال بالممارسة العملية كوسيلة للتعليم الغير مباشر، الحدود الفاصلة بين التنافس والصراع السلمى وبين الصراع العنيف. معنى الاحتكام للتصويت فى الانتخابات مع ان يراعى الفائزون حق الخاسرون كمواطنين وان يتعاون الخاسرين مع الفائزين لصالح وطنهم الواحد.

وعلى صعيد موازى تعمل القواعد والحياة المشتركة بين الاطفال لدعم مساحات التعرف بين المختلفين فهذا طفل مسيحى يعيش فى نفس الغرفة مع طفل مسلم وتلك فتاة من قرية تشكل حملة انتخابية واحدة مع فتى من المدينة وهكذا يقف الاطفال على حقيقة التنوع والوحدة فيما بينهم ليكتشف الاطفال امكانية الحياة والتعاون مع التنوع.

وتلك هى التجربة المتكررة مع كل معسكر فمن كانوا يعترضون على المبيت مع اشخاص لا يعرفوهم مسبقاً، يعلنون استيائهم لضرورة مغادرتهم اصدقائهم والعودة لحياتهم السابقة للمعسكر.

ويجب ان تلى فترة المعسكر عملية تقييم من خلال التواصل مع اولياء امور الاطفال والمتطوعين للوقوف على تأثير المعسكر على الاطفال.