مبادرة تعايش أهل الحتة
هدفت مبادرة تعايش أهل الحتة الى مواجهة احتمالات حدوث عنف داخل المجتمعات المحلية وخفض كم العنف داخل تلك المجتمعات. ولتحقيق ذلك الهدف اعتمدت المبادرة على تنشيط دور المتطوعين والقادة الطبيعين فى المجتمعات المحلية المختلفة التى نفذت بها، حيث عملت المبادرة على تكوين فريق من المتطوعين داخل كل مجتمع محلى بأسم فريق "تعايش أهل الحتة". يحصل المشاركين فى هذا الفريق على تدريب خاص بتطبيق نظرية الأنذار المبكر والإستجابة المبكرة للعنف (EWR) كوسيلة أساسية لمواجهة أحتمالية حدوث عنف داخل مجتمعاتهم.
فتعايش أهل الحتة مبادرة تحاول تجنب الخسائر التى يمكن أن تقع بسبب أحداث العنف من خلال إستباق وقوع العنف والتعامل مع المؤشرات الأولية التى تشير إلى قرب حدوث ذلك العنف. وهنا يكمن سر تميز وقوة فرق تعايش أهل الحتة، فمحاولات تحرك أعضاء الفرق تأتى مبكرة لمواجهة محاولة أشعال فتيل العنف وهى مرحلة تمتاز بقلة حجم العنف الحادث فعلاً مقارنة بحجم العنف بعد انفجار العنف إنطلاقاً من ذلك الفتيل وهو ما يتناسب مع قدرات المشاركين كونهم متطوعين مدنيين فى الأغلب لا يملكوا القدرة على مواجهة حالات العنف الطائفى المنفلت.
يعمل تدريب "تعايش أهل الحتة" على تحقيق مجموعة من الأهداف أهمها
تعريف المشاركين على منظومة الإنذار والإستجابة المبكرة للعنف -
تنمية روح الفريق و تنظيم ادوار أعضائه كأفراد فى منظومة واحدة -
اكتشاف و تحديد مؤشرات العنف الطائفى الخاصة بكل مجتمع محلى -
و تنطلق فرق تعايش أهل الحتة بعد اتمام فترة التدريب لتنفذ عمليات متابعة للمؤشرات المحلية الخاصة بالعنف، وذلك لتوقع حدوثه فى النطاق الجغرافى للفريق. فتفعل خطوات المنظومة التالية لظهور مؤشرات العنف ويتم وضع خطط للتدخل طبقاً للسيناريوهات المتوقعة لتطور الأوضاع وخطة للعمل على المدى المتوسط والبعيد من إنتهاء أحداث العنف حال فشل التدخل أو حال ردأها حال النجاح فى ذلك.
على أن يستمر العمل داخل الفريق بشكل دورى لمتابعة المواقف المختلفة و مراجعة مجموعة المؤشرات المحلية الخاصة بإحتمال حدوث العنف لتطويرها و تحديثها طبقاً للتطورات المجتمعية والإقتصادية و غيرها من التطورات التى قد تدفع أحد المؤشرات للتسارع أو للتباطؤ.
نفذت المبادرة فى ثمان مواقع مختلفة بمصر منطلقة من الأسكندرية وصولاً لأسوان مروراً بطنطا، القاهرة، قليوب، المنيا، أسيوط، بنى سويف. ولكل فريق أنتخبت مجموعة تنسيق اعمال عملت على تنسيق مجهودات اعضاؤه واستمرار تفعيل دورهم. وقد اجتمعت مجموعات تنسيق الأعمال فى ملتقى على المستوى الوطنى قاده المنسق العام للمبادرة ونتج عنه تطوير مؤشر مشترك بين الفرق الثمانية لتاثير الأنترنت على أحداث العنف وكيفية معالجته. ومع تقادم الفرق ولكون المشاركين بها من المتطوعين فغالباً ما يفقد كل فريق بعض من الأعضاء وهو ما استلزم دعم الفريق بأعضاء جدد من خلال أعادة التدريب الخاص بتعايش أهل الحتة فى كل موقع جغرافى مرة أخرى ليشمل كل فريق مجموعة تمثل الجيل الأول ومعها مجموعات تمثل الأجيال التالية.
نجحت فرق تعايش أهل الحتة فى التعامل مع كثير من حالات ظهور مؤشرات العنف الطائفى حيث منعت إشتعال العنف أو قللت من عواقبه المأساوية. فمجموعة أسيوط تمنع فتنة طائفية كان يمكن أن تحدث بسبب قطعة ارض انطلقت بخصوصها إشاعات بناؤها ككنيسة فى أحدى القرى عن طريق صنع يافطة توضح ملكية الأرض ومخطط إستغلالها وهو ما وضع حد لنمو الإشاعات والتى كانت تسوق المجتمع المحلى لصدام طائفى. وفى صعيد أخر نجح بعض أعضاء الفريق فى التدخل لمنع أستمرار نزاعات ثأرية بين عائلات مختلفة وهو ما ساهم بوقف كم كبير من الدماء التى سالت لعقود فى حوادث "الطار" الإنتقامية.
بينما أوقفت فرق الأسكندرية والمنيا تنامى عنف فردى كاد يتطور لعنف طائفى، عندما نجحوا فى تجميع جهود القيادات الدينية والطبيعية بشكل سريع ليتدخلوا فى بتأثيرهم المجتمعى لمنع اطراف النزاع من تطوير الموقف لموقف أكثر سخونة والدخول فى عملية تفاوض للتراضى حول تعويض الأضرار الطفيفة التى حدثت فى بدايات النزاع.
وعلى صعيد اخر نجح فريق تعايش أهل الحتة – أسوان فى منع عنف بين القبائل فى محافظة اسوان عندما تعاون أحد افراده مع الجهات الامنية لمنع استمرار اشاعات خطف الفتيات والتى كانت تدفع احد المكونات المجتمعية للتصرف بشكل عنيف خارج القانون حال عدم ظهور المختطفات فعملت تدخلات الفريق على ابراز الحجم الحقيقى للمشكلة بعيدا عن الاشاعات واظهرا مجهودات الشرطة ولستجابتهم للأمر وعمل فيديو لأب احدى المختطفات لتوضيح حقيقة عودة أبنته والتى كانت متوارية مع الكم الضخم من الإشاعات السلبية. وغيرها الكثير من الأملثة لتأثير تلك الفرق فى منع تداعى السلام المجتمعى حيثما حلت.