أنا السلام – كفى أسيوط

جاءت مبادرة "انا السلام – كفى أسيوط" كنتيجة لمشاركة مجموعة من شباب الفاعلين من مجتمع أسيوط فى مشروع "كفى – لمكافحة خطابات الكراهية". حيث عمل الشباب على تصميم مبادرة تنقل مفهوم مواجهة خطابات الكراهية والتصدى لها الى مجتمع مدينة أسيوط. وذلك بعد أن اكتسبوا المعارف اللازمة لذلك عن طريق تدريب متخصص فى التعريف بخطاب الكراهية واثاره وخصائصه.

ومن خلال المنهجية التشاركية عملت مجموعة الشباب مع مسؤولى مشروع "كفى" على تصميم المبادرة وتحديد فئتها المستهدفة بناء على أشكال خطابات الكراهية المرصودة بالمجتمع المحلى وقد جاءت مبادرة "انا السلام – كفى اسيوط" لتختص فى مواجهة خطابات الكراهية الموجهة ضد النساء. وهو ما مثل تدخل ذكى ومبدع استطاع أن يكون تدخل ذو تأثير مزدوج مثلما تملك العملة وجهان فى أن واحد.

ففى وجهها الأول جاءت مبادرة "انا السلام – كفى أسيوط" لتكون مبادرة تكافح خطابات الكراهية الموجهة للنساء من خلال التوعية بتلك الخطابات وأشكالها والدعم المجتمعى المتوفر لها فى أطار أشكال العنف الثقافى الموجودة فى المجتمعات بشكل متجذر. وفى وجهها الأخر كانت مبادرة "انا السلام – كفى اسيوط" مبادرة لنشر ثقافة السلام عن طريق تنشيط حالة الحوار بين مكونات المجتمع المختلفة والتى مُثلت فى داخل المبادرة بمشاركة نسائية من الشابات، واللواتى اندمجن فى حالة من الحوار حول ما يواجههن من عنف و دور خطابات الكراهية فى تعزيز ذلك العنف جعلت الورشة مساحة لقاء بينهن و خلقت بين تلك المكونات أرضية مشتركة وقضية مشتركة عملت على تجديد العلاقات بينهن وفى الخلفية منهن العلاقات بين ما يمثلن من مكونات مجتمعية.

خلال الورشة تم توفير عدد من الأنشطة التى شاركت بها الشابات حيث جاء لقاء التوعية بخطابات الكراهية والعنف الناتج عنها كمساحة توعوية للمشاركات وتلاها مجموعات عمل لرصد اشكال خطابات الكراهية والعنف التى تتعرض لها النساء بالأضافة لوقت خصص لورشة سيكودراما وفرت الخصوصية للفتيات للمشاركة الشخصية والتعبير عن الذات ورصد اثر العنف فى حياة المشاركات والاحتياج للمعالجة الشخصية والضرورة لموقف عملى يحمى الفتيات الأخريات بالمجتمع من تكرار الأمر معهن. وفى فقرة لاحقة اتيح للفتيات وقت للألعاب الجماعية والترفيه والذى أقروا بأنه شئ لا يتوفر لهن فى الحياة الإعتيادية فى العادة.

وبهذا استخدمت مبادرة "انا السلام – كفى أسيوط" الأنشطة التفاعلية المباشرة بالإضافة للقاءات التوعية لوضع حد لخطابات الكراهية من خلال هؤلاء الفتيات الفاعلات فى مجتمعهن.

 نفذت ورشة العمل داخل مبنى خدمات الكنيسة الكاثوليكية بأسيوط والتى وافقت على وضع المبادرة تحت الرعاية الشخصية لمطران الكنيسة وهو ما مثل دعم قوى لأهداف المبادرة.