ورشة مصرتوبيا

ورشة عمل مصرتوبيا هى نموذج عملى لحقيقة القدرة على انتاج عمل يتوافق مع الأمكانيات إنطلاقاً من نفس منهجية العمل ولأجل نفس الهدف. ولهذا فورش عمل مصرتوبيا هى نموذج ممتاز لجودة التصميم وإبداعه.

فورش عمل مصرتوبيا أُنتجت كتطوير لمعسكر مصرتوبيا. هذا التطوير حافظ على الهدف والمنهجية وقواعد العمل بينما أستطاع منح فكرة مصرتوبيا مزيد من المرونة التى جعلت تطبيق نموذج مصرتوبيا قابل للتكرار بسهولة اكثر، حيث تم تنفيذ عدد 14 ورشة عمل مصرتوبيا شارك بها حوالى 1400 طفل وطفلة فى الفترة بين 2016 و 2023.

وبالرجوع لمنهجية عمل معسكر مصرتوبيا القائمة على تقديم ثقافة السلام ورفض العنف من خلال الأنشطة التفاعلية الغير مباشرة داخل بيئة أمنة، تستكمل ورشة عمل مصرتوبيا احداث معسكر مصرتوبيا من خلال وصول سفير جزيرة مصرتوبيا لموقع تنفيذ ورشة العمل والذى جاء حاملاً معه قصة العنف وغياب السلام اللذان تسببا فى خراب مصرتوبيا وقصة إعادة إعمارها بسكان جدد أتخذوا من السلام والوحدة هدفاً والعمل سبيلاً لتحقيق المجتمع المثالى.

ثم يقدم أفلوطيوس الأزمة الدرامية للأطفال فالقائمة التى فازت بإنتخابات قيادة الجزيرة تعهدت بالعمل على نشر التعليم للسكان وهو أمر لا يعلم سكان الجزيرة كيفية الوصول له، وهذا سر وجوده فى مدينتهم فقد جاء لطب عون الأطفال لتصميم نموذج للعملية التعليمية يمكن أن يطبق فى الجزيرة المنعزلة.

وفى نفس السياق الدرامى يتم تقديم مبادئ مصرتوبيا فالمدرسة يجب أن تخدم الجميع وأن تكون خالية من العنف. ومن خلال المسرح التفاعلى مع الاطفال يتناقش افلوطيوس مع الأطفال فى اشكال العنف وتاثيرها على حياتهم ويتفق الجميع على أن العمل داخل ورشة مصرتوبيا يجب ان يكون بلا عنف ويشمل الجميع. وفور موافقة الأطفال على تقديم المساعدة لجزيرة مصرتوبيا فى بناء نموذجها التعليمى يتم منح الأطفال شارات مصرتوبيا من خلال افلوطيوس ومناداة كل طفل بذاته.

وهكذا فأن ورش مصرتوبيا تعمل على جمع اطياف المجتمع المختلفة والمتمثلة داخل الورشة فى الأطفال حول هدف وتحدى واحد يتم تنفيذه من خلال عمل سلمى يرفض العنف فى اثناء تنفيذه فى ممارسة عملية لرفض العنف.

ويتوافر فى اليوم الاول وقت لفرق الالعاب الجماعية التى تخلق نوع من كسر الحواجز بين الاطفال والمتطوعين والاطفال وبعضهم البعض يليها وقت للتعرف على ورش العمل اللازمة لتكوين عملية تعليمية وهى ورشة عمل الأدارة و ورشة عمل تصميم المناهج التعليمية و ورشة عمل التصميم الهندسى لمجسم المدرسة. وبعدها يجد الطفل نفسه امام حرية الاختيار التى يمارسها فى استمارة رغبات يعبر فيها عن نفسه كفرد مستقل وليس كمراهق تابع لوالديه.

وفى يومها الثانى تعلن ورشة مصرتوبيا توزيع الأطفال على ورش العمل والتى تبدأ فور الانتهاء من تعريف كل الاطفال والمتطوعين بنتيجة اسستمارة الرغبات. لتبدء بعدها عملية تشكيل فرق من الاطفال يختلط فيها الجميع من رواد ورش عمل المناهج والتصميم الهندسى والادارة و تنطلق تلك الفرق فى تنافس شريف مبدع لتقديم افضل فكرة ومبنى للمدرسة وادارة ذلك العمل مع محدودة الموارد التى تدفعهم لحالة من الصراع والتنافس يجب أن يدار بشكل سلمى و تتكشف داخله حقيقة ان رغم ما هو موجود بينهم من اختلافات كأطفال مختلفي الجنس والديانة والعرق والانتماء الجغرافى والمستوى الاقتصادى، إلا أن الحياة تضمهم جميعاً والعمل يحتاج لمجهود كل منهم ليصلوا لنتيجة وأن الاختلاف ليس بالضرورة سبب للخلاف أو الرفض وحالة حدوث خلاف يجب ان يتم ادارة الخلاف بشكل سلمى. كل ذلك يقدم من خلال اللعبة التفاعلية دون لقاءات او دروس مباشرة.

وخلال يومها الثالث تستكمل فرق الاطفال العمل التنافسى الابداعى حيث يعمل الاطفال على تصور احلامهم فى شكل مدرسة ومناهج وطريقة ادارة خيالية تتيح لهم المطالبة بما يرونه كأطفال وليس ما يراه الكبار لهم كما يحدث فى واقع التعليم بمدينتهم. وبنهاية اليوم تتقدم الفرق المتنافسة لتقديم نماذجها وشرحها لآقرانهم ولأفلوطيوس سفير الجزيرة والذى يحلل كل نقاط التميز فى النماذج المقدمة ثم يعلن أن سيحمل معه كل النماذج ليتناقش حولها مع سكان الجزيرة لكونهم كلهم نماذج مبدعة ورائعة.

وخلال كل تجارب ورش مصرتوبيا يسبق الورش اختيار للمتطوعين والإلتحاق بتدريب مسبق يوضح الادوار المنوطة بالمتطوعين واسلوب العمل بالورشة ويرفع وعيهم بسمات مرحلة المراهقة الخاصة بالاطفال المشاركين.

بالاضافة لعملية مراجعة لإمكانيات المجتمع المحلى والتى ستستضيف فاعليات الورشة وذلك للتأكد من أمان البيئة المستضيفة للأطفال من قاعات وظروف مناخية وتوافر اللوجيستيات المناسبة وغيرها من العوامل التى تحتاجها الورشة للنجاح ويحتاجها الأطفال للتعلم.